الباب السابع والتسعون
في قوله تعالى (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ). (١)
من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث
الأول : الثعلبي في تفسيره قال : أخبرني أبو عبد الله ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي ، حدّثنا الحرب بن عبد الله الحارثي ، حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله تعالى (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢) فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، فذلك قوله تعالى (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣)(٤).
الثاني : الثعلبي قال : أخبرني أبو عبد الله ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي ، حدّثنا الحرث بن عبد الله الحارثي ، حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قسّم الخلق قسمين ، مثل الحديث السابق. (٥)
الثالث : الثعلبي يرفعه إلى عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله سبحانه وتعالى قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٦) فأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسم أثلاثا فجعلني في خيرها قسما ، فذلك قوله تعالى (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ
__________________
(١) الواقعة : ١٠ ، ١١.
(٢) الواقعة : ٢٧.
(٣) الاحزاب : ٣٣.
(٤) الدر المنثور ٥ / ١٩٩.
(٥) الدر المنثور : ٥ / ١٩٩.
(٦) الواقعة : ٢٧.