الباب الرابع والسّتون ومائة
في قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد
الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا الحفّار قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا دعبل قال : حدّثنا مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبيد الله عن عبد الكريم الحزري عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس : أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) قال : سأل قوم النبيّ صلىاللهعليهوآله فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ الله؟ قال : إذا كان يوم القيامة ، عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد ليقم سيّد المؤمنين ، فيقوم عليّ بن أبي طالب ، فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة إنّ ربّكم يقول لكم : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم ـ يعني الجنّة ؛ فيقوم علي بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة ، ثمّ يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة ويترك أقواما على النار ، فذلك قوله عزوجل (وَالَّذِينَ آمَنُوا) وعملوا الصّالحات (لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يعني السابقين الأوّلين والمؤمنين وأهل الولاية له وقوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقّوا الجحيم (١).
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٧٨ ح ٨١٠.