بسم الله الرّحمن الرّحيم
الباب الحادي والأربعون
في قوله تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ
وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (١)
من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث
الحديث الأول : محمد بن إبراهيم المعروف ب (ابن زينب النعماني) رواه من طريق العامة قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن معمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن هاشم والحسن بن السكن قال : حدّثنا عبد الرزاق بن همام : قال أخبرني أبي عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف عن جابر بن عبد الله الأنصاري : قال وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآله أهل اليمن فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا» فلما دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك» فقالوا : يا رسول الله ومن وصيك فقال : «هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فقالوا : يا رسول بيّن لنا ما هذا الحبل فقال : «هو قول الله (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) فالحبل من الله كتابه والحبل من الناس وصيي» فقالوا : يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال : «هو الذي أنزل فيه (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)» فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا؟
فقال : «هو الذي يقول الله فيه : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) هو وصيي ، والسبيل إلى من بعدي» فقال : يا رسول الله بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه؟ فقال : «هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين فإن نظرتم إليه نظر (لِمَنْ كانَ لَهُ
__________________
(١) الزمر : ٥٦.