الباب السابع والأربعون والمائة
في قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها). (١)
من طريق العامة وفيه حديث واحد
من تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) إنّ دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت ، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه ، فنفر الناس إليه إلّا علي والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب ، وتركوا النبي صلىاللهعليهوآله قائما يخطب على المنبر فقال النبي عليهالسلام : لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة ، فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ) (٢).
الباب الثامن والأربعون والمائة
في قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها)
من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث
الأول : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص قال : روي عن جابر الجعفي قال : كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليهالسلام فقرأت هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) (٣) قال : فقال عليهالسلام : مه يا جابر كيف قرأت قال قلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) قال : هذا تحريف يا جابر قال : قلت : كيف اقرأ جعلني الله فداك؟ قال : فقال يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله هكذا نزلت يا جابر ، لو كان سعيا لكان عدوا لما كرهه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة ، يا جابر لم سمّيت الجمعة يوم الجمعة؟ قال: قلت : تخبرني جعلني الله فداك.
__________________
(١) الجمعة : ١١.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ٤٠٧.
(٣) الجمعة : ٩.