الباب الثامن والسّتون ومائة
في قوله تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ)
من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة أحاديث
الأوّل : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمّد بن عيسى ومحمّد ابن يحيى ومحمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أوصى موسى إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد موسى انّ الله عزوجل له الخيرة يختار ما يشاء ممّن يشاء ، وبشّر موسى ويوشع بالمسيح عليهالسلام فلمّا أن بعث الله عزوجل المسيح عليهالسلام قال المسيح لهم : إنّه سوف يأتي من بعدي نبيّ اسمه أحمد من ولد إسماعيل عليهالسلام يجيء بتصديقي وتصديقكم عذري وعذركم وجرت من بعدي في الحواريين في المستحفظين وإنّما سمّاهم الله عزوجل المستحفظين ؛ لأنّهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كلّ شيء الذي كان مع الأنبياء صلوات الله عليهم ، يقول الله عزوجل : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ) الكتاب الاسم الأكبر ، وانّما عرف ممّا يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم عليهمالسلام فأخبر الله عزوجل : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).
وأين صحف إبراهيم إنّما صحف إبراهيم الاسم الأكبر وصحف موسى الاسم الأكبر فلم تزل الوصيّة في عالم بعد عالم حتّى دفعوها إلى محمّد صلىاللهعليهوآله فلمّا بعث الله محمّدا ، أسلم له العقب من المستحفظين وكذّبه بنو إسرائيل ، ودعا إلى الله عزوجل وجاهد في سبيله ، ثمّ أنزل الله جلّ ذكره عليه أن اعلن فضل وصيّك فقال : ربّ إنّ العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث إليهم نبيّا ولا يعرفون نبوّة الأنبياء ولا شرفهم ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي ، فقال الله جلّ ذكره : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) فذكر من فضل وصيّه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله ذلك وما يقولون ، فقال الله جلّ ذكره : يا محمّد (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ