توجه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الغار ومعه أبو بكر أمر النبي صلىاللهعليهوآله عليا أن ينام على فراشه ، ويتغشى ببردته فبات علي عليهالسلام موطنا نفسه على القتل ، وجاءت رجال من قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : أيقظوه ليجد ألم القتل ، ويرى السيوف تأخذه فلما ايقظوه فرأوه عليا تركوه وتفرقوا في طلب رسول الله صلىاللهعليهوآله فأنزل الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (١).
الحديث الرابع : الشيخ بإسناده قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن محمد الأزدي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد النور بن عبد الله بن عبد الله بن المغيرة القرشي عن إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن ابن عباس قال : بات عليعليهالسلام ليلة خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله عن المشركين على فراشه ؛ ليعمى على قريش وفيه نزلت هذه: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (٢).
الحديث الخامس : ابن الفارسي في (روضة الواعظين) قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله أمر عليا أن ينام على فراشه فانطلق النبي صلىاللهعليهوآله ؛ وقريش يختلفون وينظرون إلى علي عليهالسلام وهو نائما على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليه برد أخضر لرسول الله صلىاللهعليهوآله فقال بعضهم : شدوا عليه فقالوا : الرجل نائم ولو كان يريد أن يهرب لفعل ، فلما اصبح قام علي فأخذوه ، وقالوا : أين صاحبك فقال : ما أدري فأنزل الله تعالى في علي حين نام على الفراش (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (٣).
الحديث السادس : العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : وأما قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) فإنها نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام حين بذل نفسه لله ولرسوله ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله لما طلبته كفار قريش (٤).
الحديث السابع : العياشي بإسناده عن ابن عباس قال : شرى علي عليهالسلام بنفسه لبس ثوب النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : فجاء أبو بكر وعليعليهالسلام نائم وأبو بكر يحسبه نبي الله ، فقال : أين نبي الله؟ فقال علي عليهالسلام : «إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادرك» ، قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار وجعل عليهالسلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يتضور قد لفّ رأسه ، فقالوا : إنك لكنه كان صاحبك لا يتضور وقد استنكرنا ذلك (٥).
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٤٤٦ ح ٩٩٨ مجلس ١٦ ح ٤.
(٢) أمالي الطوسي : ٢٥٣ ح ٤٥١ مجلس ٩ ح ٤٣.
(٣) روضة الواعظين : ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٤) تفسير العياشي : ١ / ١٠١ ح ٢٩٢.
(٥) تفسير العياشي : ١ / ١٠١ ح ٢٩٣.