فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم الله عزوجل (١). والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ذكرناه بطوله في كتاب «الهادي» في تفسير هذه الآية.
الثالث : ابن بابويه قال : أخبرنا المعافى بن زكريا قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن عثمان بن أبي شيبة قال : حدّثنا حريز عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن قيس بن أبي حازم عن أمّ سلمة قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله سبحانه : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) قال : الذين أنعم الله عليهم من النبيّين أنا والصدّيقين عليّ بن أبي طالب والشهداء الحسن والحسين والصالحين حمزة ، وحسن أولئك رفيقا الأئمّة الاثني عشر بعدي (٢).
الرابع : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسيني رضى الله عنه قال : حدّثنا موسى بن عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن حسن قال : حدّثني أبي عن جدّي عبد الله بن حسن عن أبيه وخاله عن أبي الحسين عن الحسن والحسين ابنيّ عليّ بن أبي طالب عن أبيهما عليّ بن أبي طالبعليهمالسلام قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ما أستطيع فراقك وانّي لأدخل منزلي فأذكرك فاترك ضيعتي وأقبل حتّى أنظر إليك حبّا لك فذكرت إذا كان يوم القيامة وادخلت الجنّة فرفعت في أعلا عليّين فكيف لي بك يا نبيّ الله فنزل (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فدعا النبي صلىاللهعليهوآله الرجل فقرأها عليه وبشّره بذلك (٣).
الخامس : ابن بابويه في كتاب «مصباح الأنوار» عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله في بعض الأيّام صلاة الفجر ، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت : يا رسول الله إن رأيت أن تفسّر لنا قول الله عزوجل : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فقال صلىاللهعليهوآله : أمّا النبيّون فأنا ، وأمّا الصدّيقون فأخي عليّ بن أبي طالب ، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة ، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين ، قال : وكان العبّاس حاضرا فوثب وجلس بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : ألسنا أنا وأنت وعليّ وفاطمة والحسن
__________________
(١) الكافي : ٨ / ٣٦ ح ٦.
(٢) كفاية الأثر : ٢٤ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٣٤٧ ح ٢١٤.
(٣) أمالي الطوسي : ٦٢١ / ح ١٢٨٠.