مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» وقد قال : «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) وقد قال الله تعالى : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) وقد قال الله تعالى لرسوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله «أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليّ في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك ادخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار» وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام (١).
الحديث الثاني : الموفق بن أحمد قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال ابن عباس : هو علي شهد للنبي وهو منه (٢).
الحديث الثالث : إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامة في كتاب (فرائد السمطين) أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسن الكرجي بقراءتي عليه في قزوين في داره ، أنبأنا أبو المؤيد محمد بن علي الطوسي إجازة ، أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس الغضائري المعروف بعباسة ، أنبأنا الشيخ أبو سعيد محمد بن سعد الفرخزادي قال : أنبأنا الإمام أحمد ابن محمد ابن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال : أخبرني أبو عبد الله القاشي أنبأنا القاضي أبو الحسين النصيبي نبأ أبو بكر السبيعي نبأ علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص قال : أنبأنا حسين بن الحكم نبأ حسن بن الحسين بن الخير عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) رسول الله صلىاللهعليهوآله (يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) علي عليهالسلام خاصة(٣).
الحديث الرابع : الحمويني هذا بإسناده السابق عن السبيعي نبأ علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم نبأ إسماعيل بن صبيح نبأ أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : «والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو كسرت لي وسادة يقول : ثنيت فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما من رجل من قريش جرت
__________________
(١) المناقب : ١٩٩ / ح ٢٤٠.
(٢) المناقب : ٢٧٨ / ح ٢٦٧.
(٣) فرائد السمطين : ١ / ٣٣٨ / ب ٦٣ / ح ٢٦٠.