نزلت فيه آية من كتاب الله عز جل أعرفها كما أعرفه» فقام إليه الرجل فقال : يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال : «إذا سألت فافهم ولا عليك ألا تسأل عنها غيري ، أقرأت سورة هود؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : «أفسمعت قول الله عزوجل يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال : نعم ، قال : «فالذي (عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) محمد صلىاللهعليهوآله الذي يتلوه شاهد منه ـ وهو الشاهد وهو منه ـ أنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد وأنا منه [وله]» (١).
الحديث الخامس : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهالسلام عن الحسن عليهالسلام في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية وقال عليهالسلام : «أقول معشر الخلائق فاسمعوا ولكم أفئدة وأسماع فعوا : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا فأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا والرجس هو الشك ، فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا ، وطهرنا من كل أفن وغية ، مخلصين إلى آدم نعمة منه لم يفترق الناس [قط] فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما فأدت الأمور إلى أن بعث الله محمد صلىاللهعليهوآله للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه ، ثم أمره بالدعاء إلى الله عزوجل فكان أبي عليهالسلام أول من استجاب لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآله وأول من آمن وصدق الله ورسوله وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلىاللهعليهوآله الذي على بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه» وساق الخطبة وهي طويلة (٢).
الحديث السادس : الشيخ المفيد في أماليه قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا الصباح بن يحيى المزني عن الأعمش عن المنهال بن عمرو بن عباد ابن عبد الله قال : قام رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) قال : قال : «رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان على بينة من ربه وأنا الشاهد له ومنه ، والذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة والذي نفسي بيده لإن يكونوا يعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٧٢ / ح ٨٠٨ / المجلس ١٣ / ح ٥٢.
(٢) أمالي الطوسي : ٥٦٢ / ح ١١٧٤ / مجلس ١١ / ح ١.