من ذكور هذه الامة وهاجر وجاهد» فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فجثوا بين يديه فأخبر كل واحد منهم بفخره فما أجابهم صلىاللهعليهوآله بشيء فنزل الوحي بعد أيام فارسل إلى ثلاثتهم فأتوه فقرأ عليهم النبي صلىاللهعليهوآله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) إلى آخر الآية (١).
الحديث السادس : أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن عامر قال : نزلت (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) في علي والعباس وطلحة (٢).
الحديث السابع : أبو نعيم بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب (٣).
الحديث الثامن : أبو نعيم بإسناده عن الشعبي قال : تكلم علي والعباس وشيبة في السقاية والسدانة فأنزل الله تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ) إلى قوله (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) حتى يفتح مكة فتنقطع الهجرة (٤).
الحديث التاسع : المالكي في (الفصول المهمة) قال نقل الواحدي في كتابه المسمّى ب (أسباب النزول) (٥) أن الحسن والشعبي القرظي قالوا : إن عليا والعباس وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت مفتاحه بيدي ولو شئت كنت فيه ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، فقال علي : «لا أدري [ما تقولان] لقد صلّيت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد» فأنزل الله تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) إلى أن قال (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) وغير ذلك من الروايات (٦).
__________________
(١) درر السمطين : ١ / ٢٠٣ / ب ٤١ / ح ١٥٩.
(٢) خصائص الوحي المبين عنه : ١٤٩ / ح ٩٥.
(٣) المصدر السابق : ح ٩٦.
(٤) شواهد التنزيل : ١ / ٣٢٢.
(٥) أسباب النزول : ١٦٣ وما بين معكوفتين منه.
(٦) الفصول المهمة : ١٢٥ ، والدر المنثور : ٣ / ٢١٨.