قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

غاية المرام وحجّة الخصام [ ج ٤ ]

94/404
*

لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «وا غوثاه يا الله أهل بيت محمد يموتون جوعا» فهبط جبرائيل عليه‌السلام فقال : يا محمد خذ هنأك الله في أهل بيتك ، قال : وما ذا آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) إلى قوله (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) إلى آخر السورة وزاد ابن مهران في هذا الحديث قال : فوثب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى دخل على فاطمة فلما رأى ما بهم انكب عليهم يبكي ثم قال : «أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم» فهبط جبرائيلعليه‌السلام بهذه الآيات (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) قال : هي عين في دار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تفجر إلى دور الأنبياء عليهم‌السلام والمؤمنين (١).

الحديث الثاني : أبو المؤيد موفق بن أحمد قال : أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان أخبرنا الشيخ الإمام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة أخبرنا الشيخ أبو طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بأصبهان في سكة الخوز حدّثنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني اخ محمد بن أحمد بن سالم حدّثنا إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري أخبرنا محمد بن النعمان بن شبل حدّثنا يحيى بن أبي زوق الهمداني عن أبيه عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة ـ رضي الله عنها ـ ظلا صائمين حتى إذا كان في آخر النهار، واقترب الإفطار قامت فاطمة إلى شيء من الطحين كان عندها فخبزته قرص ملة ، وكان عندها نحي فيه شيء من سمن قليل فأدمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بهما افطارهما ، فاقبل مسكين رافع صوته ينادي : المسكين الجائع المحتاج فهتف على بابهم فقال علي لفاطمة : «عندك شيء تطعمينه هذا المسكين الجائع المحتاج» قالت فاطمة : «هيّأت قرصا وكان في النحى شيء من سمن فجعلته فيه انتظر به افطارنا» فقال علي : «آثري به بهذا المسكين الجائع المحتاج» فقامت فاطمة بالقرص مأدوما فدفعته إلى المسكين فجعله المسكين في حضنه ، فخرج من عندهما متوجها يأكل من حضن نفسه.

فأقبلت امرأة معها صبي صغير ينادي : اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ولا أحد فلما رأت المرأة التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه اقبلت باليتيم فقالت : يا عبد الله اطعم هذا

__________________

(١) المناقب : ٢٦٨ / ح ٢٥١.