٥١ ـ (مِنَ الصَّواعِقِ) [١٩] : هي جمع صاعقة ، وهي صوت. والصاعقة أيضا : كل عذاب مهلك ، والصاعقة أيضا : الموت بلغة عمان (١). وقال الخليل (٢) : هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد ، يكون معها أحيانا قطعة نار تحرق ما أتت عليه (٣).
وقال أبو زيد (٤) : هي نار تسقط من السماء في رعد شديد. وبين التفسيرين فروق بيّنتها في موضع.
وقال الزّمخشريّ : الشقة المنقضّة مع قصفة الريح الرعد (٥) *.
٥٢ ـ (حَذَرَ الْمَوْتِ) [١٩] الجزع والحذر والفرق والفزع نظائر. والموت يكون مصدرا كمات يموت كقال يقول ، أو كمات يمات (٦) كخاف يخاف. ويكون اسما ، وهو يقابل الحياة تقابل الملكة والعدم عند المعتزلة (٧) ، فهو زوال الحياة ، وتقابل الضّدّين عند الأشعرية (٨) فقيل : هو عرض يعقب الحياة. وقيل : عرض لا يصح معه إحساس يعقب الحياة*.
٥٣ ـ (مُحِيطٌ) [١٩] الزّجّاجيّ (٩) : هو من أحاط بالشيء ، إذا استولى عليه
__________________
وأصبع ؛ لأن الانتقال من كسر إلى ضم أو العكس مما كانت العرب تنفر منه بصفة عامة. وعلى هذا يمكن إرجاع الباقي من لهجات هذه الكلمة إلى ثلاثة أنواع من القبائل» (في اللهجات العربية ١٥٩).
(١) ليس من عادة العزيزي ذكر اللغات ، والنص ليس بتمامه من النزهة ١٢٢ وإنما فيه زيادة وحذف ولفظ ما ورد في القرآن من لغات منسوبا لعمان «الموتة» بدل «الموت».
(٢) هو الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي إمام في العلوم العربية وهو واضع علم العروض. من مؤلفاته : «العين» وهو أول معجم لغوي في العربية ، توفي نحو ١٧٥ ه. (إنباه الرواة ١ / ٣٤١ ـ ٣٤٧ ، والأنساب ٤ / ٣٥٧ ، والعبر ١ / ٢٦٨ ، والمزهر ٢ / ٤٠١ ـ ٤٠٢.
(٣) العين ١ / ١٢٩ باختلاف يسير.
(٤) هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري ، بصريّ ، عاش في القرنين الثاني والثالث الهجريين ، كان عالما باللغة والأدب ، وغلبت عليه النوادر والغريب ، من مؤلفاته : «النوادر في اللغة» توفي نحو سنة ٢١٥ ه. (وفيات الأعيان ٢ / ١٢٠ ، ومقدمة محقق كتاب النوادر).
(٥) الكشاف ١ / ٤٢.
(٦) هي لغة طائية. (اللسان ـ موت).
(٧) المعتزلة : فرقة من المتكلمين يخالفون أهل السنة في بعض المعتقدات ، وعلى رأسهم واصل بن عطاء ، الذي اعتزل بأصحابه حلقة الحسن البصري. (الوسيط «عزل» ، وانظر : الأنساب للسمعاني «المعتزلي» ٥ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، والتعريفات للجرجاني ٢٨٢ ، وتاج العروس «عزل»).
(٨) الأشعرية : فرقة من المتكلمين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعرى (ت نحو ٣٣٠ ه) يخالفون في آرائهم المعتزلة. (الوسيط «شعر» ، وانظر : الأنساب «الأشعري» ١ / ١٦٦ ، ١٦٧).
(٩) هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجّاجي ، نسبة إلى شيخه أبي إسحاق الزجاج ، كان عالما باللغة والنحو والصرف ، ولد بالصيرمة بين ديار الجبل وخوزستان ، ثم تنقل بين بعض المدن الإسلامية كبغداد وحلب ودمشق. ومن تصانيفه : الجمل في النحو. مات بطبرية سنة ٣٤٠ ه. (تاريخ الإسلام ٩ / ٤٨٦ ، وانظر مقدمة محقق مجالس العلماء الأستاذ هارون طبعة الكويت ، ومقدمة محقق أخبار أبي القاسم الزجاجي للدكتور عبد الحسين المبارك).