كلما تلاقى مع المرحوم الوالد يقول له : سترك الله كما سترتنا عند هذا الباشا ، فإنه لولا وجودك كنا جميعا عنده حميرا (١).
ونقف بعد هذا مع كتابنا الذي نقدمه ، وهو :
كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
نص ابن الهائم على اسم هذا الكتاب في المقدمة الموجزة التي صنعها له ، وورد اسم الكتاب معزوّا لمصنفه في عدة كتب (٢).
ومما يؤكد نسبة الكتاب لصاحبه أنه ذكر فيه أشخاصا أخذ عنهم وتربطه بهم صلة وطيدة. من هؤلاء ابنه محمد الذي مات في حياته وأخذ عنه من كتابه «الغرر المضية» عند تفسير اللفظ القرآني (لِجِبْرِيلَ) في الآية ٩٧ من سورة البقرة ، وقوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) في الآية ١٢٤ من سورة البقرة أيضا.
وصف المخطوط :
لم أعثر إلا على نسخة وحدة مخطوطة لهذا الكتاب تحتفظ بها دار الكتب المصرية تحت رقم ٨٤ تفسير ، تقع في ٧٦ ورقة ، بكل صفحة ٢٥ سطرا ، وفي السطر نحو ١١ كلمة ، كتبت سنة ١١٣٠ ه بخط نسخي ممتاز بقلم علي بن عاشور بن عبد الكريم البرلسي أصلا الاتكاوي مولدا. وفي الحاشية بعض عبارات وألفاظ بخط المتن نفسه ، بعضها سقط من الناسخ فاستدركه بالهامش.
والكلمات في النسخة واضحة إلا في بعض المواطن وخاصة في الأوراق الأولى. ويبدو أن ذلك بسبب أرضة ألمت بها أو رطوبة أصابتها مما جعل بعض العبارات يصعب قراءتها. وهناك بعض العبارات الواردة في الحاشية في النسخة كلها ـ وليس في الصفحات الأولى منها فقط ـ بترت منها كلمات أو حروف ، وقد يكون مرجع ذلك إلى عدم الدقة في تصوير الفيلم ؛ لأن دار الكتب لا تمكّن من الاطلاع على أصل المخطوطات وتكتفي بالاعتماد على الفيلم.
__________________
(١) المرجع السابق ١ / ١٩٤.
(٢) من هذه الكتب : طبقات المفسرين ١ / ٨٣ ، والضوء اللامع ٢ / ١٥٨ ، والبدر الطالع ١ / ١١٨ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٢٣ ، وهدية العارفين ١ / ١٢٠ ، وبروكلمان ق ٦ / ٥٢١.