والحلّيّة الظّاهريّتين) ، وإلى الطّهارة والحلّيّة الواقعيّتين ، وإلى الاستصحاب جميعا.
بتقريب : أنّ كلمة : «شيء» في الرّوايات المصدّرة بكلمة : «كلّ» تعمّ الأشياء المعلوم عنوانها ، كالحجر والماء ، والأشياء المشكوك عنوانها ، كالمائع الخارجي المردّد بين البول والماء ، أو الخمر والخلّ ، وكالموجود الخارجي المردّد بين الشّاة والكلب ـ مثلا ـ وقد حكم عليهالسلام في الجميع بالطّهارة أو الحلّيّة ، ومن المعلوم ، أنّ الحكم بالنّسبة إلى الأشياء المعلومة واقعيّ ، وبالنّسبة إلى الأشياء المشكوكة ظاهريّ.
ثمّ إنّ قوله عليهالسلام : «حتّى تعلم» يدلّ على استمرار ذينك الحكمين إلى زمن العلم بخلافهما. (١)
هذه هي الأقوال في المقام ، والحقّ هو ما اختاره المشهور ، فالمراد من تلك الرّوايات ـ بناء على رجوع الغاية (حتّى ...) إلى الموضوع وهو شيء ـ هو أنّ كلّ شيء مشكوك الطّهارة والنّجاسة ، أو مشكوك الحلّيّة والحرمة ، فهو طاهر نظيف ، أو طيب حلال ظاهرا ؛ أو المراد منها ـ بناء على رجوع الغاية إلى المحمول وهو الطّهارة والحلّيّة ـ هو أنّ كلّ شيء طاهر ، أو حلال ظاهرا ما لم يعلم نجاسته أو حرمته.
وإن شئت ، فقل : إنّ مفاد الرّوايات ليس إلّا الحكم بالطّهارة والحلّيّة الظّاهريّتين المجعولتين في ظرف الجهل والشّكّ بالنّسبة إلى الحكم الواقعيّ ، بلا فرق بين كون الشّبهة حكميّة أو موضوعيّة.
أو ، فقل : إنّ هذه الرّوايات تكون بصدد بيان وظيفة العمليّة للشّاك غير العالم بما هو الواقع من الطّهارة والنّجاسة ، أو الحلّيّة والحرمة ، سواء كانت الغاية قيدا
__________________
(١) حاشية كتاب فرائد الاصول : ص ١٨٦.