«العقيدة الباطلة» أو «البخل والحسد» فهو في الحقيقة بيان لمصاديق من هذا المفهوم الواسع الشامل.
على أيّة حال ، نظراً لمجيء «الف ولام الجنس» في بداية هذه الكلمة «الرجس» والتي تفيد العموم ، يكون مفهوم الآية : إن الله شاء أن يبعد كل أنواع الرجس عنهم.
وفي عبارة : «ويطهركم تطهيرا» ، فبما أنّ «التطهير» تعني التزكية فهي تمثل تأكيداً آخر على قضية نفي الرجس وكافة الاقذار التي وردت في العبارة السابقة ، وكلمة «تطهيراً» التي هي بعنوان مفعول مطلق فهي تأكيد آخر على هذا المعنى.
والنتيجة : هي أنّ الله تعالى شاء وبمختلف التأكيدات أن يُطهر ويُنزه آل النبي صلىاللهعليهوآله من كل أشكال القذارة والرجس ، ومن المسلم أنّه يشمل النبي صلىاللهعليهوآله بالمرتبة الاولى باعتباره صاحب الدار ومن ثم البقية ، والآن لنعرف من هم أهل البيت؟
* * *
مَنْ هم أهل البيت؟
رأى بعض من مفسري أهل السنّة أنّ ذلك يعني نساء النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن كما قلنا فإنّ تغيير سياق الآية ، وتبديل الضمائر من «جمع المؤنث» ـ فيما قبل وبعد هذه الآية ـ إلى «جمع المذكر» دليل بَيّنٌ على أنّ لهذه العبارة مضمونا منفصلاً ، وأنّ المراد منها أمر آخر ، أليس الله حكيماً والقرآن في أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة وجميع عباراته تخضع للحساب.
وطائفة اخرى من المفسرين خصتها بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، والروايات الكثيرة الواردة في مصادر أهل السنّة والشيعة والتي نشير إلى بعضها لاحقاً شاهدٌ على هذا المعنى.
وبسبب وجود هذه الروايات ربما ذكر الذين لا يحصرون الآية بهؤلاء العظماء معنىً واسعاً لها بحيث يشملهم ويشمل نساء النبي صلىاللهعليهوآله وهذا تفسير ثالث للآية.