لأنّ أصالة عدم القرينة فرع تمامية الدلالة الوضعية قبل ذلك؟.
أمّا إذا لم نحرز تمامية الدلالة الوضعية ، فلا تجري أصالة عدم القرينة ، لأنّ العقلاء إنما يتعبدون بأصالة عدم القرينة من باب أنها على خلاف دلالة اللفظ ، وهنا أصل دلالة اللفظ مشكوكة ، فكيف يتعبدون بأصالة عدم القرينة؟.
هذا هو الكلام في إبطال الصيغة الرابعة لمبنى التعهد ، وبها يبطل مبنى التعهد ، هذه هي كلمتنا الأولى.
الكلمة الثانية :
هي أنه لو قطعنا النظر عن الإشكال الأول ، الذي أبطلنا به مبنى التعهد ، وفرضنا أن واحدة من الصيغ الأربعة المتقدم ذكرها ، قد أصبحت معقولة في نفسها ، وأصبحت موجبة لما إدّعاه أصحاب التعهد من الدلالة التصديقية للّفظ على المعنى ، ومع هذا نقول : إنّ تفسير الوضع بالتعهد هذا أمر غير واقع بحسب الخارج ، وذلك لأنّ معنى تفسير الوضع بالتعهد ، يعني أن فهم المعنى من اللفظ عملية استدلالية ؛ لأنّ فهم المعنى من اللفظ يقوم على أساس ملازمة بين الجزاء والشرط في القضية الشرطية ، بحيث متى ما صدق الشرط صدق الجزاء ، وهذا استدلال وبرهنة بأحد طرفي الملازمة على الطرف الآخر من طرفي الملازمة.
فإذا رأينا إنسانا يأكل السّم ، نستدلّ بأنه سوف يموت. وهذا الاستدلال مبني على أساس هذه القاعدة ، وهي أنه متى ما كان شيء مستتبعا لشيء آخر ، وكان الشيء الآخر موجودا ، حينئذ فالشيء الأول يكون موجودا لا محالة ، فيصير فهم المعنى من اللفظ استدلالا مبنيا على هذه القاعدة.
ومن الواضح أن فهم المعنى من اللفظ مطلب يتحقق عند الطفل ، قبل أن ينشأ عنده أيّ مدرك على الاستدلال ، فالطفل بتكرار اللفظ عليه ، يحصل عنده فهم للمعنى من اللفظ في ذهنه ، وهذا الفهم للمعنى من اللفظ عنده ، يحصل لكثرة تكرار اللفظ ، وهذا سنخ فهم ، قبل أي قدرة في ذهن الطفل على