ببعض ، حينئذ هزليّة الكلام الأول يصبح قرينة وإمارة نحتمل بها هزليّة الكلام الآخر ، بل لو ضيّقنا الدائرة أكثر ، كما لو فرضنا في لفظ واحد ، كما لو قال : أكرمهما ، فهو بالعين اليمنى يتّقي ، وبالعين اليسرى يجدّ.
وهنا أيضا ، باعتبار شدة الالتصاق ، فسوف تشكّل هزليّة الأول إمارة على هزليّة الآخر ، وحينئذ ، لو قال قائل : إنه في جميع ذلك أماريّة الهزل على هزليّة الآخر لا يقبلهما العقلاء ، بحيث يبقى ظهور الجديّة على حاله في الآخر ، لكن لو التصق الهزل والجدّ في كلام واحد بالنحو الآخر ، فظهور الآخر وإن كان موجودا لكن مبتلى بمعارض ، وهو أماريّة هزل النظر الأول على النظر الثاني.
وحينئذ : لو أردنا أن نفسّر «أكرم الأربعة» بمثل ذلك ، فبعد ان ثبت هزله بواحد ، فهذا بنفسه يشكّل قرينة ، وهي وحدة السياق ، وهذا ظهور حالي ، يشكّل ما يعارض ذلك الظهور ، أو ما يوجب إجماله ، ومن هنا لا يتمسك بدليل الأربعة في الباقي ، فلو قال إنسان بيانا من هذا القبيل في مقام تفسير عدم حجيّة الأربعة في الباقي لسألناه : انّ هذا البيان ، هل يختص بالأعداد أو أنّه يجري في كل عام ، وحينئذ ، من المحتمل ان يجيب بأنّه يوجد فرق بين الأعداد وبقيّة العمومات ، لأنّه في «أكرم الأربعة» ، الدليل مباشرة ينظر لهذا أو ذاك ، بينما في «أكرم كل عالم» ، الكلام هنا ، ليس صريحا في النظر لكل فرد ، فلعلّ زيدا الذي لم يرده ، كان المتكلم غافلا عن فرديته للعام ، فهذا الاحتمال يوجب عدم وحدة السياق ، بخلاف الأول.
وكلّما كان الكلام أدلّ في التوجه لكلا الجزءين ، كان ظهور وحدة السياق أشدّ في المقام ، وحينئذ ، يكون دليل «الأربعة» ليس حجة في الباقي ، ودليل «أكرم كل عالم» حجة في الباقي.
وبناء على هذا ، يمكن دفع النقض على الانحلالية ولو قال الآخوند هذا الكلام في دفع النقض عليه لما أمكن لنا دفعه.
هذا تمام الكلام في مطلب صاحب الكفاية (قده).