سورة الفيل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥))
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) : إنّ الله واسى قلب نبيّه صلىاللهعليهوسلم بذكر هلاك أصحاب الفيل الذين اتّكلوا على الفيل بأنه يدمر على أعدائه كما دمر على أصحاب الفيل ، الذي هو أعظم الحيوان بأضعف الطيور ، وذلك تعريفه صفته بواسطة رؤية فعله.
قال يوسف بن حسين : من كان اعتماده على غير الله أهلكه بما اعتمد عليه ، كأصحاب الفيل اعتمدوا على أقوى خلق من خلق الله ، فأهلكه الله بأضعف خلق من خلقه (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) (١).
سورة قريش
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤))
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) : هذا تعداد نعمه لحبيبه صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وعشيرته والمؤمنين ، أهلك أعداءهم ببركته وصفوته ؛ لئلا يشق عليهم الوقوف في مقام واحد ، فيرتحلوا في الشتاء والصيف ؛ ليروا آيات الله في بلاد الله ، ثم أمرهم بعبوديته حتى أمنهم من فزع الحجاب والعتاب والعذاب ، وأطعمهم من موائد كشف النقاب.
__________________
(١) قال عكرمة : قال : طير نشأت من قبل البحر ، لها رؤوس كرؤوس الأفاعي. وقيل : كرؤوس السباع ، لم تر قبل يومئذ ولا بعده ، فجعلت ترميهم بالحجارة لتجدر جلودهم ، وكان أول يوم رئي فيه الجدري. تفسير التستري (٢ / ٣٥٦).