وقال بعضهم : أحسن المقام ، المقام في مشهد الحق ، وأطيب القرار ، القرار في جواره على فرش مرضاته.
* * *
سورة الشعراء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦))
(طسم (١)) «الطاء» طهارة القدم من الحدثان ، و «السين» سنا صفاته الذي ينكشف في مرائي البرهان ، و «الميم» مجده الذي ظهر بوصف البهاء في قلوب أهل العرفان ، طاحت أرواح السابقين في مشاهدة طهارة ذاته ، وسكرت قلوب أهل الأسرار في رؤية سنا صفاته ، وانمحت عقول المحبين في شهود مجد كبريائه ، طابت قلوب الوالهين بطيب وصاله ، وسارت عقول الهامين في ميادين أسراره ، وطارت أرواح المحبين بأجنحة محبته في جنان مشاهدته ف «الطاء» طرب المستأنسين في طلبه ، و «السين» سرور المحبين بها ، وجدوا من أسراره ، و «الميم» مهابة العارفين في بسيط ملكه.
قال الجنيد : «الطاء» طرب التائبين في ميدان الرحمة ، و «السين» سرور العارفين في ميدان الوصلة ، و «الميم» مقام المحبين في ميدان القربة.
وقال بعضهم : «الطاء» شجرة طوبى ، و «السين» سدرة المنتهى ، و «الميم» محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : «الطاء» طرب المشتاقين ، و «السين» سرور المحبين بمحبوبهم ، والعارفين بمعروفهم ، و «الميم» مقام الموافقة.
قال الأستاذ : «الطاء» إشارة إلى طهارة عزة وتقدس علوه ، و «السين» دلالة على سنا جبروته ، و «الميم» دلالة على مجد جلاله في أزله ، ويقال : «الطاء» طرب أرباب الوصلة على بساط القربة بوجدان كمال الروح ، و «السين» سرور العارفين بما كوشفوا به من بقاء الأحدية باستظلالهم لوجوده ، و «الميم» إشارة إلى موافقتهم لله بترك تخيير على الله ، وحسن الرضا باختيار الحق لهم.
ويقال : «الطاء» إشارة إلى طهارة أسرار أهل التوحيد ، و «السين» إشارة إلى سلامة