لخطرات العارفين ، رحيم بهم ، بأن يوصلهم إليه بلا كلفة المجاهدات ، ولا عسر المعاملات ، قال الله : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢٠).
وقال بعضهم في هذه الآية : ما تنفقوه في مرضاة الله خير لكم من الإمساك والشحّ.
وقال بعضهم في قوله : (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) : على الوجوه كلها ، فما كان ذلك خالصا لوجه الله لا رياء ولا هواء ولا سمعة فيه ، فهو عزيز لا يصل إليه إلا الأبرار المقربون.
سورة المدثر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢) وَبَنِينَ شُهُوداً (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (٢٣) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (٢٧) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠))
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ) (٢) أي : أيّها الغريق في قلزم القدم قم بدعوى محبتي ، وأنذر أحبائي عن الاشتغال بغيري ، وأظهر جوهر حقائق بحر عيني للمقبلين إلينا.
قال سهل : يا أيّها المستغيث من إغاثة نفسك على صدرك وقلبك قم بنا وأسقط عنك ما سوانا ، وأنذر عبادنا ، فإنّا قد هيأناك لأشرف المواقف ، وأعظم المقامات.
وقال بعضهم : أزعج سره بالتجريد عن سكونه عن القيام في الطلب ، وعن طمأنينته حتى ورمت قدماه ، ثم قال : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) ، فدلّ ذلك على دعوته إيّاه على التفريد.
وقال بعضهم : قم إلينا بالقعود عمن سوانا.