سورة لقمان
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥))
(الم) (١) : الألف إشارة إلى ألفة العارفين ، واللام إشارة إلى لطيف صنعه في المستحسنين ، والميم إشارة إلى معالم أنوار محبته في قلوب المحبين ، ثم لين زمام الخطاب إلى الإشارة في معنى الحروف بقوله : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) (٢) أي : هذه الرموز آيات الكتاب المحكم المبين لطائف الحكم التي لا يدركها إلا أهل الفهم الذين هداهم نوره إلى ما كان فيه من الشرف والفضل والإرشاد إلى معدن الصفة ، هم الذين وصفهم الله بالإحسان والهداية والمغفرة والعرفان بقوله : (هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) (٣) عرفهم حقائق مراد الله ، وأوقعهم في بحار مشاهدة الله.
قال ابن عطاء في قوله : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) (٢) : أنوار الخطاب المحكم لك وعليك.
قال شاه الكرماني : ثلاثة من علامات الهدى : الاسترجاع عند المصيبة ، والاستكانة عند النعمة ، ونفي الامتنان عند العطية.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١))
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) : الإشارة فيه إلى طلب علوم الفلسفة من علم الإكسير والسحر والنيرزجات وأباطيل الزنادقة وترهاتهم ؛ لأن هذه كلها