قال ابن عطاء : (الْقُدُّوسُ) : المنزّه عما لا يليق به من الأضداد والأنداد.
قال بعضهم : (الْمُؤْمِنُ) : الذي لا يخاف ظلمه ، و (الْمُهَيْمِنُ) : الحافظ لعباده وإن لم يحفظوا أوامره ، و (الْعَزِيزُ) : الذي عجز طلابه عن إدراكه ولو أدركوه ذلوا ، و (الْجَبَّارُ) : الذي خير العباد على ما أراد ، ويصرفهم على يريد.
قال ابن عطاء : المؤمن المصدق لمن أطاعه.
وأيضا قال : لأنه أمن المؤمنين عن خوف ما سواه حتى لم يخافوا سواه.
وقال القسيم : (الْبارِئُ) : الذي لا يتلون بتلون العباد ، ولا ينتقل من صفة الرضا إلى صفة الغضب بتقبيل الكسوة.
وقال ابن عطاء : (الْبارِئُ) : مبتدع الأشياء من غير شيء ، و (الْمُصَوِّرُ) : المتمم تصويره على غاية الكمال ، وقال : (الْمُهَيْمِنُ) على سرائر العباد ، فلا تخفى عليه خافية ، و (السَّلامُ) : هو الذي سلم من النقص والآفات (١).
سورة الممتحنة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (٢) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) أي : لا تحبّوا أنفسكم الأمّارة ، فإنها عدوي وعدوكم مبغض عبادتي ومبغضكم ، إذا لم تكونوا مطيقين لها في أنفاد
__________________
(١) قال بعض المشايخ هذا الاسم من أسمائه التى علت بعلو معناها عن مجارى الاشتقاق ، فلا يعلم تأويله إلا الله تعالى ، وقال بعضهم : هو المبالغ في الحفظ والصيانة عن المضار من قولهم هيمن الطائر إذا نشر جناحه على فرخه حماية له وفى الإرشاد الرقيب الحافظ لكل شيء وقال المزروقي : هو لغة الشاهد ، تفسير حقي (١٥ / ٢٤٧).