.................................................................................................
______________________________________________________
اتيان ما هو حسن ومحبوب على كل حال ، ومن الواضح ان محتمل الوجوب والحرمة لا يقطع باتيانه انه اتيان ما هو حسن ومحبوب على أي حال اما لحسنه بذاته او لحسنه بعنوان الاحتياط لفرض انه محتمل الحرمة ، ومحتمل الحرمة محتمل القبح والمبغوضية.
فتبين ان الاحتياط انما يكون حسنا حيث يكون مما يقطع بانه لا قبح فيه ولا مبغوضية ، فلا يرى العقل حسن الاتيان بما احتمل كونه مبغوض المولى ، ويلزم تركه لو كان واصلا وان احتمل كونه محبوبا له ايضا ، ويلزم اتيانه لو كان واصلا.
وثالثة : يدور امره بين كونه واجبا او مكروها ، والحال في هذه الصورة هو الحال في صورة الدوران بين الوجوب والاباحة في تمحض الاشكال من ناحية عدم تأتي قصد القربة ، لان احتمال الكراهة مع فرض كونه مرخصا فيه فعلا لا يمنع عن حسن الاحتياط عند العقل ، فيما كان الطرف الآخر هو احتمال لزوم الاتيان بالفعل لو كان واصلا.
وقد اتضح مما ذكرنا : ان اشكال عدم تأتي قصد القربة مطّرد في هذه الصور كلّها.
ورابعة : يدور امره بين كونه واجبا عباديا او مستحبا ، وكذلك في هذه لا اشكال بحسن الاحتياط لانه لم يؤخذ في الاحتياط قصد الامر ، لفرض كونه امرا عباديا مفروغا عنه ، والامر الاحتياطي قد تعلّق بما هو مفروض كونه عبادة ، ولم يتعلّق الامر الاحتياطي باتيانه بداعي الامر ، بل الامر الاحتياطي تعلّق بذات ما هو مفروض كونه عبادة ، ولا اشكال ايضا من جهة عدم العلم والجزم ، لفرض العلم والجزم بوجود الامر إما وجوبيا او استحبابيا ، ولا تحتاج العبادة الى اكثر من قصد الامر المفروض تحققه ، فان الاشكال اما ان يكون من ناحية عدم تأتي قصد الامر لعدم امكان اخذ الامر ، او من جهة عدم تأتي قصد الوجه ، لان مرجع اشتراط العلم والجزم الى اشتراط الاتيان بقصد الوجه ، ولا يتأتي في محتمل الوجوب قصد الوجه.