.................................................................................................
______________________________________________________
ولا يخفى انه هناك احتمالات اخرى واهنة جدا اعرضنا عن ذكرها.
وقبل التعرض للأخبار ومفادها ينبغي ان لا يخفى : ان اخبار من بلغ لا تشمل الحرمة والكراهة المدلولة للخبر الضعيف ، لظهور قوله من بلغه ثواب على عمل في خصوص الخبر الدال على الاستحباب او الوجوب ، فان الظاهر من الثواب على العمل هو الثواب على الفعل لا على الترك ، وليس الترك مستحبا شرعيا ، لعدم انحلال الحكم الى حكمين.
ولا يخفى ايضا ان المراد بالخبر الضعيف هو الضعيف من ناحية السند لا من ناحية الدلالة ، لظهور قوله وان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله في ذلك.
ومن الواضح ايضا ظهور اخبار من بلغ في كون الواسطة المبلغة للثواب هو الخبر الحسي الضعيف ، دون المبلغ للثواب حدسا كالفتوى بالاستحباب من المفتي ، فانه وان بلغ الثواب على العمل إلّا انه بواسطة الحدس دون الحس ، وذلك ايضا لظهور قوله عليهالسلام وان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله في ان المبلغ للثواب كان منه التبليغ بواسطة نقله لقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا لحدسه ان الحكم المترتب عليه الثواب هو حكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولكن جماعة من الاكابر شملوه للاجماع المنقول والفتوى ، بان يراد من بلغه وصول الثواب سواء كان بالتبليغ اللفظي او بغيره من انحاء الوصول وهو غير بعيد.
ومما ينبغي ان لا يخفى ايضا ان اخبار من بلغ موردها الخبر الضعيف دون الخبر المعتبر ، لان المستفاد منها اما جعل الحكم ، ولا معنى لجعل الحكم على طبق مؤدى الحكم المعتبر فانه من اجتماع المثلين ، واما اعطاء الثواب ولا معنى له ايضا بعد ان دل عليه الخبر المعتبر ، مع ان الظاهر منها تكفلها لما لم يتكفله الخبر البالغ بذاته ، ومع كون الخبر معتبرا فانه يكون متكفلا بذاته لما تكفلته اخبار من بلغ ، مضافا الى ما مر من ان المناسب لقوله وان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله هو كون الخبر البالغ ضعيفا ، واذا كان معتبرا يكون مؤداه مما قاله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا انه لم يقله.