الثواب في الصحيحة انما رتب على نفس العمل ، ولا موجب لتقييدها به ، لعدم المنافاة بينهما ، بل لو أتى به كذلك أو التماسا للثواب الموعود ، كما قيد به في بعضها الآخر ، لاوتي الاجر والثواب على نفس العمل ، لا بما هو احتياط وانقياد ، فيكشف عن كونه بنفسه مطلوبا وإطاعة ، فيكون وزانه وزان من سرح لحيته أو من صلى أو صام فله كذا (١) ولعله
______________________________________________________
وعلى هذا ينطبق قوله : ((بداهة ان الداعي الى العمل لا يوجب له وجها)) أي ان الداعي لا يوجب ان يكون قيدا ووجها للعمل ، بحيث انما يترتب الثواب عليه فيما اذا أتى به بهذا القيد او الوجه وهو قصد الرجاء ((و)) لا دلالة للصدر على ان قصد الثواب الواقعي كان ((عنوانا)) لازما لا يترتب عليه شيء إلّا ان ((يؤتى به بذاك الوجه والعنوان)) فالاحتمال الثاني اقرب ، والله العالم.
(١) هذا اشارة الى الاشكال الثاني على استفادة الحكم الاستحبابي النفسي لنفس عنوان الفعل من اخبار من بلغ ، وحاصله : ان هذه الصحيحة وان دل ذيلها على ترتب الثواب على نفس عنوان العمل الكاشف عن الامر الاستحبابي المتعلق بنفس عنوان العمل ، إلّا ان اخبار من بلغ ليست الصحيحة وحدها ، بل هناك اخبار أخر ظاهرة على ان الثواب هو للعمل الماتي به بقصد الرجاء ، كرواية محمد بن مروان المتقدمة التي كان مضمونها : من بلغه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثواب على عمل فعمله التماس قول النبي كان له وان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله ... فان قوله عليهالسلام في هذه الرواية فعمله التماس قول النبي ظاهر في ان العمل المترتب عليه هو المأتي به بقصد الرجاء والتماس قول النبي ، وهذا ظاهر في ان الثواب في المقام للانقياد وليس لنفس العمل بعنوانه ، فتكون هذه الرواية وامثالها قرينة على المراد من هذه الصحيحة ايضا ، ولا بد من صرف ظهورها الى ظاهر هذه الرواية.
وحاصل ما اجاب به : هو انه لا مانع من ان يكون المستفاد من اخبار من بلغ امرين : الاتيان الانقيادي هو اتيان الفعل بقصد الرجاء والتماس قول النبي