وإرادة الحقّ من أوليائه بأن يجددوا العهد في اليوم والليلة خمس مرات ؛ فتقف على بساط المناجاة ، وتستدرك ما فاتك فيما بين الصلاتين من طوارق الزلات.
قوله جل ذكره : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩))
(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) : الطير من البيض ، والحيوان من النّطفة.
و (يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) : البيض من الطير ، والنطفة من الحيوان.
والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن.
ويظهر أوقاتا من بين أوقات ؛ كالقبض من بين أوقات البسط ، والبسط من بين أوقات القبض.
(وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) : يحييها بالمطر ، ويأتى بالربيع بعد وحشة الشتاء ؛ كذلك يوم النشور يحيى الخلق بعد الموت.
قوله جل ذكره : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠))
خلق آدم من التراب ، ثم من آدم الذّرّية. فذكّرهم نسبتهم لئلا يعجبوا بأحوالهم.
ويقال الأصل تربة ولكن العبرة بالتربية لا بالتربة ، القيمة لما منه لا لأعيان المخلوقات. اصطفى واختار الكعبة فهى أفضل من الجنة ؛ الجنة جواهر ويواقيت ، والبيت حجر! ولكن البيت مختاره وهذا المختار حجر! واختار الإنسان ، وهذا المختار مدر! والغنيّ غنيّ لذاته ، غنيّ عن كلّ غير من رسم وأثر.
قوله جل ذكره : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ