سورة الأحقاف
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) كلمة للقلوب سالبة ، للعقول غالبة ، للمطيعين واهبة ، للعارفين ناهبة .. فالذين يهبهم فلهم لطفه ، والذين ينهبهم فمن محقه فهو عنه خلفه (١).
قوله جل ذكره : (حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢))
حميت قلوب أهل عنايتى فصرفت عنها خواطر التجويز ، وثبّتها في مشاهد اليقين بنور التحقيق ؛ فلاحت فيها شواهد البرهان ؛ فأضفنا إليها لطائف الإحسان ؛ فكمل منالها من عين الوصلة ، وغذيناهم بنسيم الأنس في ساحات القربة.
(الْعَزِيزِ) : المعزّ للمؤمنين بإنزال الكتاب عليهم.
(الْحَكِيمِ) ، المحكم لكتابه عن التبديل والتحويل.
قوله جل ذكره : (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (٣))
الكافرون معرضون عن موضع الإنذار ، مقيمون على حدّ الإصرار
__________________
(١) وفي ذلك يقول شاعرهم :
ألست لى خلفا؟ كفى شرفا |
|
فما وراءك لى قصد ولا أمل |
ويقول أبو حمزة موضحا كيف أن هذا الموت في سبيل محبوبه عين الحياة :
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه |
|
وذا عجب .. كون الحياة مع الحتف! |