سورة المنافقون
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) اسم من تحقّق به صدق في أقواله ، ثم صدق في أعماله ، ثم صدق في أخلاقه ثم صدق في أحواله ، ثم صدق في أنفاسه (١) .. فصدقه في القول ألّا يقول إلّا عن برهان ، وصدقه في العمل ألا يكون للبدعة عليه سلطان ، وصدقه في الأخلاق ألّا يلاحظ إحسانه مع الكافّة بعين النقصان ، وصدقه في الأحوال أن يكون على كشف وبيان ، وصدقه في الأنفاس ألا يتنفّس إلا على وجود كالعيان (٢).
قوله جل ذكره : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (١))
كذّبهم فيما قالوا وأظهروا ، ولكنهم لم يشهدوا عن بصيرة ولم يعتقدوا تصديقك ، فهم لم يكذبوا في الشهادة (٣) ولكنّ كذبهم في قولهم : إنّهم مخلصون لك ، مصدّقون لك. فصدق القالة لا ينفع مع قبح الحالة.
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (انعامه) والصواب ما أثبتنا بدليل ما بعده.
(٢) لا حظ هنا كيف تتفق إشارة البسملة مع السياق العام للسورة.
(٣) أي تقريرهم بأن محمدا رسول الله حقيقة ليس فيها كذب ، فمن حيث الظاهر فقد نطقت ألسنتهم بالصدق ، ولكن الكذب كامن في القلب.