سورة الواقعة
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) : اسم جبّار من اعتنى بشأنه أحضره بإحسانه ، فإن أبى إلّا تماديا في عصيانه حال بينه وبين اختياره (١) بقهر سلطانه ، وإن لم يلازم هذه (٢) الطاعة ألجأه بالبلاء فيأتيها باضطراره.
اسم عزيز أزليّ ، جبّار صمديّ ، قهّار أحديّ ، للمؤمنين وليّ ، وبالعاصين حفيّ ، ليس لجماله كفيّ ، ولا في جلاله سميّ ، لكنه (٣) للعصاة من المؤمنين وليّ.
قوله جل ذكره : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢))
إذا قامت القيامة لا يردّها شىء.
(كاذِبَةٌ) هاهنا مصدر : كالعافية ، والعاقبة ، أي : هى حقّة لا يردها شىء ، وليس فى وقوعها كذب.
ويقال : إذا وقعت الواقعة فمن سلك منهاج الصحة والاستقامة وصل إلى السلامة ولقى الكرامة ، ومن حاد عن نهج الاستقامة وقع في الندامة والغرامة ، وعند وقوعها يتبين الصادق من المماذق :
إذا اشتبكت دموع في خدود |
|
تبيّن من بكى ممّن تباكى |
(خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣))
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (إحسانه).
(٢) هكذا في م وهي في ص (شدة) الطاعة.
(٣) هكذا في م ، وفي ص توجد كلمة غير واضحة الكتابة.