سورة البروج
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) : اسم من لا عقل يكتنهه (١) ، اسم من لا مثل يشبهه ، اسم من لا فهم (٢) يرتقى إليه بالتصوير ، اسم من لا علم ينتهى إليه بالتقدير (٣) ، اسم من لم يره بصر إلّا واحد ـ وهو أيضا مختلف فيه (٤) ، اسم من لا يجسر أحد أن يتكلّم بغير ما إذن فيه ، اسم من لا قطر يحويه ، ولا سرّ يخفيه ، ولا أحد يصل إلى معرفته إلّا من يرتضيه.
قوله جل ذكره : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١))
أراد البروج الاثني عشر (٥).
(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)
يوم القيامة.
وجواب القسم قوله : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ).
قوله جل ذكره : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)
يقال : الشاهد الله ، والمشهود الخلق.
__________________
(١) أي يدرك كنهه.
(٢) هكذا في النسختين ، ومع ذلك فإننا نرجح أنها ربما كانت في الأصل (من لا وهم ...) فمن أقوال ذى النون : (كل ما تصور في وهمك فالله بخلاف ذلك) الرسالة ص ٤.
(٣) نعرف في الاصطلاح أن (التقدير) لله و (التدبير) للإنسان ، ولكن (التقدير) مستعمل هنا خاصا بالإنسان ؛ أي أن أحدا لا يستطيع أن (يقدر) الله حق قدره.
(٤) يشير بذلك إلى اختلاف الآراء حول رؤية النبي (ص) ربه ليلة المعراج رؤية بصرية (الرسالة ص ١٧٥).
(٥) وهي التي تسير الشمس في كل منها شهرا ، وهى : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت.