سورة المطفّفين
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) اسم عزيز رداؤه كبرياؤه ، وسناؤه علاؤه ، وعلاؤه بهاؤه ، وجلاله جماله ، وجماله جلاله. الوجود له غير مستفتح ، والموجود منه غير مستقبح. المعهود منه لطفه ، المأمول منه لطفه .. كيفما قسم للعبد فالعبد عبده ؛ إن أقصاه فالحكم حكمه ، وإن أدناه فالأمر أمره (١).
قوله جل ذكره : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣))
(وَيْلٌ) : الويل كلمة تذكر عند وقوع البلاء ، فيقال : ويل لك ، وويل عليك! و «المطفّف». الذي ينقص الكيل والوزن ، وأراد بهذا الذين يعاملون الناس فإذا أخذوا لأنفسهم استوفوا ، وإذا دفعوا إلى من يعاملهم نقصوا ، ويتجلّى ذلك فى : الوزن والكيل ، وفي إظهار العيب ، وفي القضاء والأداء والاقتضاء ؛ فمن لم يرض لأخيه المسلم ما لا يرضاه لنفسه
__________________
(١) هذا هو نصر تفسير البسملة كما جاء في م أمّا في ص فهى على النحو التالي :
ـ [بسم اللّه : اسم جليل جلاله لا بالأشكال ، وجماله لا على احتذاء أمثال ، وأفعاله لا بأغواض وأعلال ، وقدرته لا باجتلاب ولا احتيال ، وعلمه لا بضرورة ولا استدلال ، فهو الذي لم يزل ولا يزال ، ولا يجوز عليه فناء ولا زوال].
وهذا هو تفسير بسملة سورة الانشقاق كما جاء في م وكما سنرى ، ومعنى هذا أن اضطرابا حدث في الأمر. وما دمنا نعرف أن القشيري لا يستوحى إشارته من كل بسملة بطريقة عفوية ، ولكن على أساس المغزى العام للسورة .. فقد اخترنا أن تكون بسملة «المطففين» هي هذه على أساس أن قسمة اللّه للعبد قسمة عادله لبس فيها (تطفيف) ، وأن ما أوجده اللّه من وجود (غير مستقبح).