سورة العصر
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
كلمة من سمعها لم يدّخر عنها (١) ماله ؛ لأنّه علم أنه ـ سبحانه ـ يحسن مآله ، ومن عرفها لم يؤثر عليها نفسه ؛ لأنّه لم يجد بدونها أنسه.
كلمة من صحبها لم يمنع عنها روحه ؛ إذ وجد الحياة الأبدية له ممنوحة. (٢)
قوله جل ذكره : (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢))
(الْعَصْرِ) : الدهر ـ أقسم به
ويقال : أراد به صلاة العصر. ويقال : هو العشيّ.
(الْإِنْسانَ) : أراد به جنس الإنسان. و «الخسر» : الخسران.
والمعنى : إن الإنسان لفى عقوبة من ذنوبه. ثم استثنى المؤمنين فقال :
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ)
الذين أخلصوا في العبادة وتواصوا بما هو حقّ ، وتواصوا بما هو حسن وجميل ، وتواصوا بالصبر.
وفي بعض التفاسير : قوله : (الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى أبابكر ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : يعنى عمر
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (عنة).
(٢) هكذا في م وهي في ص (مفتوحة) وإن كانت هناك زيادة كالميم تتلو الميم الأولى.