و (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) يعنى عثمان ، و (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) يعنى عليّا ـ رضى الله عنهم أجمعين. (١)
والخسران الذي يلحق الإنسان على قسمين : فى الأعمال ويتبيّن ذلك في المآل ، وفي الأحوال ويتبيّن ذلك في الوقت والحال ؛ وهو القبض بعد البسط ، والحجبة بعد القربة ، والرجوع إلى الرّخص بعد إيثار الأشقّ والأولى.
(وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) : وهو الإيثار مع الخلق ، والصدق مع الحقّ.
(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) : على العافية ... فلا صبر أتمّ منه.
ويقال : بالصبر مع الله ... وهو أشدّ أقسام الصبر (٢)
__________________
(١) تنسب هذه الرواية إلى أبيّ بن كعب الذي قال : قرأت على رسول الله (ص) (وَالْعَصْرِ) ثم قلت : ما تفسيرها يا نبيّ الله؟ فقال : (وَالْعَصْرِ) قسم من الله ، أقسم ربكم بآخر النهار (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) :
أبو جهل ... إلى آخر الرواية كما نقلها القشيري.
(٢) انظر «الرسالة» باب الصبر ص ٩٢.