سورة المجادلة
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) كلمة من عرفها بذل الرّوح في طلبها ـ وإن لم يحظ بوصولها ، كلمة من طلبها اكتفى بالطلب من (١) قبولها.
كلمة جبّارة لا تنظر إلى كلّ أحد ، كلمة قهّارة لا يوجد من دونها ملتحد.
كلمة منها بلاء الأحباب ـ لكن بها شفاء الأحباب.
قوله جل ذكره : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ)
لمّا صدقت (٢) فى شكواها إلى الله وأيست من استكشاف ضرّها من غير الله أنزل الله في شأنها : (قَدْ سَمِعَ اللهُ ..).
تضرّعت إلى الله ، ورفعت قصّتها إلى الله ، ونشرت غصّتها (٣) بين يدى الله ـ فنظر إليها الله ، وقال : (قَدْ سَمِعَ اللهُ).
ويقال : صارت فرجة (٤) ورخصة للمسلمين إلى القيامة في مسألة الظّهار (٥) ، وليعلم العالمون أنّ أحدا لا يخسر على الله.
وفي الخبر : أنها قالت : يا رسول الله ، إنّ أوسا تزوّجنى شابّة غنية ذات أهل ،
__________________
(١) وتقدير الكلام : اكتفى من القبول بالطلب ، أي اكتفى أن يشرف بطلبها وعلى الله إتمام الفضل بالقبول وهذا أساس هام في منهج الطالبين والسالكين.
(٢) هى خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخى عبادة.
(٣) هكذا في ص وهي في م (قصتها) وقد آثرنا ما جاء في م لتلوين الكلام وخدمة السياق.
(٤) فى النسختين (فرحة) ولا بأس بها في المعنى ولكننا نشعر أن (فرجة) تدعم السياق على نحو آكد.
(٥) ظاهر امرأته ظهارا أي قال لها : أنت عليّ كظهر أمي ؛ أي أنت حرام.