سورة الجاثية
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) باسم ملك لا يستظهر بجيشه ، أحد لا يستمسك بعيشه (١) ، جبار ارتدى بكبريائه ، قهّار اتصف بعزّ سنائه.
(بِسْمِ اللهِ) باسم كريم صمد ، لا يستغرق وجوده أمد ، أبدىّ عظيم أحد ، لا يوجد من دونه مفرّ ولا ملتحد.
قوله جل ذكره : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢))
(الْعَزِيزِ) : فى جلاله ، (الْحَكِيمِ) : فى أفعاله.
(الْعَزِيزِ) : فى آزاله ، (الْحَكِيمِ) : فى لطفه بالعبد بوصف إقباله.
قوله جل ذكره : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣))
شواهد الربوبية لائحة ، وأدلة الإلهية واضحة ؛ فمن صحا من سكرة الغفلة ، ووضع سرّه في محالّ العبرة (٢) حظى ـ لا محالة ـ بحقائق الوصلة.
قوله جل ذكره : (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤))
__________________
(١) هكذا في ص ، وفي م .. ولو صح أنها هكذا عن القشيري فربما كان قصده أن الله سبحانه ـ حى بدون عوامل استمساك تثبت هذه الحياة .. فهو حى لا بسبب أو عارض لأنه لا يفتقر إلى ذلك ، أما المحدث فإنه يعتمد فى حياته على ما يحفظ حياته ، وتزول هذه الحياة بزوال عوامل هذا الحفظ.
(٢) هكذا في م وهي في ص (بعزه) ونحن تؤثر الأولى لملاءمة الاعتبار لسياق التدبر في المخلوقات.