سورة المعارج
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) كلمة من قالها وجد جمالها ، ومن شهدها شهد جلالها.
وليس كلّ من قالها نالها ، ولا كلّ من احتالها (١) عرف جلالها.
كلمة رفيعة عن إدراك الألباب منيعة ، كلمة على الحقيقة الصمدية دالّة ، كلمة لا بدّ للعبد من ذكرها في كل حالة.
قوله جل ذكره : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١))
الباء في (بِعَذابٍ) بمعنى عن ، أي سأل سائل (٢) عن هذا العذاب لمن هو؟ فقال تعالى :
(لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)
هذا العذاب للكافرين ليس له دافع من الله ذى المعارج ؛ فهذا العذاب من الله.
ومعنى (ذِي الْمَعارِجِ) ذى الفضل ومعالى الدرجات التي يبلغ إليها أولياءه.
قوله جل ذكره : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).
__________________
(١) هكذا في النسختين ، ولو صحّ أنها هكذا في الأصل فربما كان المعنى : ليس كلّ من ادّعى أنه بحيلته وتدبيره ومهارته وحذقه وصل إليها قد عرف أسرارها.
(٢) هو النضر بن الحارث قال : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وربما تكون سأل بمعنى دعا ، ويكون السائل هو النبي (ص).