سورة الانشقاق
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١)
(بِسْمِ اللهِ) : اسم جليل جلاله لا بالأشكال ، وجماله لا على احتذاء أمثال ، وأفعاله لا بأغراض وأعلال ، وقدرته لا باجتلاب ولا احتيال ، وعلمه لا بضرورة ولا استدلال ، فهو الذي لم يزل ولا يزال ، ولا يجوز عليه فناء ولا زوال.
قوله جل ذكره : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١))
(انْشَقَّتْ) : انصدعت.
(وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ)
أي قابلت أمر ربّها بالسمع والطاعة .. وحقّ لها أن تفعل ذلك.
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ)
بسطت باندكاك آكامها وجبالها حتى صارت ملساء ، وألقت ما فيها من الموتى والكنوز وتخلّت عنها .. وقابلت أمر ربها بالسمع والطاعة.
وجواب هذه الأشياء في قوله : (فَمُلاقِيهِ) أي يلقى الإنسان ما يستحقه على أعماله. (٢)
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ).
__________________
(١) نعيد إلى الذاكرة ما قلناه من قبل من حدوث افتراق بين النسختين بين تفسير بسملتى «المطففين» و «الانشقاق».
(٢) يرى الكسائي ـ ويوافقه أبو جعفر النحاس وغيره ـ أن جواب القسم هو : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ...) أي : إذا انشقت السماء فمن أوتى كتابه بيمينه فحكمه كذا ..