سورة أبى لهب
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) كلمة جبّارة للمذنبين ، تجبر أعمالهم ، وتحقّق آمالهم ، وهي للعارفين تصغر فى أعينهم أحوالهم ، وتكمّل ـ عن شواهدهم ـ امتحاءهم (١) واستئصالهم ، وتحقّق لهم ـ بعد فنائهم عنهم ـ وصالهم.
قوله جل ذكره : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤))
يلزمها إذا دخلها ؛ فلا براح له منها. وامرأته أيضا ستصلى النار معه.
(فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).
__________________
(١) فى ص (امتحانهم) والصواب أن تكون (امتحاءهم) أي حصول «المحو» لهم.
(٢) حين قال أبو لهب : «إن كان ما يقوله ابن أخى حقا فإنى أفدى نفسى بما لى وولدى» فنزل : (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ).
(٣) وعلى الرفع قراءة نافع. وقرأ عاصم بالنصب على الذمّ كأنها اشتهرت بذلك ـ كقوله تعالى : (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا) آية ٦١ سورة الأحزاب.