سورة الناس
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
بسم الله الذي قصرت عنه العقول فوقفت ، وعجزت العلوم فتحيّرت ، وتقاصره المعاوف فخجلت ، وانقطعت الفهوم فدهشت .. وهو بنعت علائه ووصف سنائه وبهائه وكبريائه يعلم ولكنّ الإحاطة في العلم به محال ، ويرى ولكنّ الإدراك في وصفه مستحيل ويعرف ولكنّ الإشراف في نعته غير صحيح. (١)
قوله جل ذكره : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١))
أعتصم بربّ الناس خالقهم وسيّدهم.
(مَلِكِ النَّاسِ)
أي مالكهم جميعهم.
(إِلهِ النَّاسِ)
القادر على إيجادهم.
(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ)
من حديث النّفس بما هو كالصوت الخفىّ.
ويقال : من شرّ ذى الوسواس.
ويقال : من شرّ الوسوسة التي تكون بين الجنّة والناس.
__________________
(١) فقد جلّت الصمدية أن يستشرف منها عالم بعلمه أو واهم بوهمه ، أو عارف بمعرفته .. وكلّ ما هنالك هو شهود (الفعل) الإلهى لا (الذات) الإلهية.