سورة الكوثر
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) اسم يجلّ العبد بإجلاله ولا يجل هو إلا باستحقاق علوّه في آزاله.
اسم عزيز أعزّ من شاء بأفضاله وإقباله ؛ وأذلّ أعداءه بسلاسله وأغلاله ، والتخليد فى جحيمه وأنكاله.
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١))
(الْكَوْثَرَ) : أي الخير الكثير. ويقال : هو نهر في الجنة.
ويقال : النبوّة والكتاب. وقيل : تخفيف الشريعة.
ويقال : كثرة أمّته.
ويقال : الأصحاب والأشياع. ويقال : نور في قلبه.
ويقال : معرفته بربوبيته.
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)
أي صلّ صلاة العيد (وَانْحَرْ) النّسك (١)
ويقال : جمع له في الأمر بين : العبادة البدنية ، والمالية.
ويقال (وَانْحَرْ) أي استقبل القبلة بنحرك. أو ارفع يديك في صلاتك إلى نحرك (٢)
__________________
(١) فى البخاري وغيره : قال رسول الله (ص) «أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلّى ، ثم نرجع فننحر ، من فعل فقد أصاب نسكنا ، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدّمه لأهله ، ليس من النّسك في شىء لأن ترتيب الآية : صلاة ثم نحر. وقال أنس : كان النبي (ص) ينحر ثم يصلى حتى نزلت.
(٢) عن على رضى الله عنه : لمّا نزلت الآية سأل النبيّ جبريل : ما هذه النحيرة التي أمرنى الله بها؟ قال : ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت .. فزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيره.