سورة عبس (١)
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) .. اسم كريم بسط للمؤمنين بساط جوده ، اسم عزيز انسدّ على الأولين والآخرين طريق وجوده .. وأنّى بذلك ولا حدّ له؟ من الذي يدركه بالزمان والزمان خلقه؟ ومن الذي يحسبه في المكان والمكان فعله؟ ومن الذي يعرفه ـ إلّا وبه يعرفه؟ ومن الذي يذكره (٢) ـ إلا وبه يذكره؟
قوله جل ذكره : (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢))
نزلت في ابن أمّ مكتوم ، وكان ضريرا .. أتى النبيّ صلىاللهعليهوسلم وكان عنده العباس ابن عبد المطلب وأمية بن خلف الجمحىّ (٣) ـ يرجو الرسول صلىاللهعليهوسلم إيمانهما ، فكره أن يقطع حديثه معهما ، فأعرض عن ابن أمّ مكتوم ، وعبس وجهه ، فأنزل الله هذه الآية.
وجاء في التفسير : أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم خرج على أثره ، وأمر بطلبه ، وكان بعد ذلك يبرّه ويكرمه ، فاستخلفه على المدينة مرتين.
وجاء في التفسير : أنه صلىاللهعليهوسلم لم يعبس ـ بعد هذا ـ فى وجه فقير قط ، ولم يعرض عنه.
__________________
(١) هكذا في م وهي في ص (سورة الأعمى)
(٢) هكذا في ص. هى في نظرنا أصوب من (يدركه) التي في م لأن السياق بعدها سيكون : (إلا وبه يدركه) والله سبحانه منزه عن الدرك واللحوق كما نعرف من مذهب القشيري. أما الذكر فهذا مقبول على حد تعبير. ذى النون المصري : (لا أعرفك إلا بك ولا أذكرك إلا بك).
(٣) يقول ابن العربي : غير صحيح أن أمية هذا كان في هذا المجلس ، فقد كان بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة وكان موته كافرا ، ولم يقصد المدينة ، ولا اجتمع بالنبي.