سورة الدّين (١)
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) كلمة سماعها غذاء أرواح المحبين ، ضياء أسرار الواجدين ، شفاء قلوب المتيّمين ؛ بلاء مهج المساكين ، دواء كلّ فقير مسكين (٢).
قوله جل ذكره : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١))
نزلت الآية على جهة التوبيخ ، والتعجّب من شأن تظلّم اليتيم من الكفار.
فقال : أرأيت الذي يكذّب بالدين ، وبالحساب والجزاء؟
(فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)
يدفعه بجفوة ، ويقال : يدفعه عن حقّه (٣).
(وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ)
أي : لا يحثّ على إطعام المسكين ، وإنما يدعّ اليتيم ؛ لأنّ الله تعالى قد نزع الرحمة من قلبه ، ولا تنزع الرحمة إلّا من قلب شقيّ.
وهو لا يحث على طعام المسكين ، لأنه في شحّ نفسه وأمر بخله.
قوله جل ذكره : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ)
__________________
(١) يقول السيوطي في إتقانه : تسمى سورة أرأيت ، وسورة الدين ، وسورة الماعون (الإتقان ح ١ ص ٥٥)
(٢) مرة أخرى نلفت النظر إلى ما بين إشارات البسملة والجو العام للسورة.
(٣) قال ابن جريح : نزلت في أبى سفيان ، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا فطلب منه يتيم شيئا ، فقرعه بعصاه.