سورة الملك (١)
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) اسم من لم تتعطّر القلوب إلّا بنسيم إقباله ، ولم تتقطّر الدموع إلّا للوعة فراقه أو روح وصاله ؛ فدموعهم في كلتا الحالتين منسكبة ، وقلوبهم في عموم أحوالهم ملتهبة وعقولهم في غالب أوقاتهم منتهبة.
قوله جل ذكره : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١))
تقدّس وتعالى ، من إحسانه تواتر وتوالى ، فهو المتكّبر في جلال كبريائه ، المتجرّد فى علاء بهائه ودوام سنائه.
(بِيَدِهِ الْمُلْكُ) : بقدرته إظهار ما يريد ، وهو على كل شىء قدير.
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
خلق الموت والحياة ، ابتلاء للخلق ، يختبرهم ليظهر له شكرانهم وكفرانهم ، كيف يكونان عند المحنة في الصبر وعند النعمة في الشكر ـ وهو العزيز الغفور.
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ)
__________________
(١) قال صلىاللهعليهوسلم بشأن هذه السورة : «هى المانعة هي المنجية تنجيكم من عذاب القبر».