سورة الزمر
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
بسم الله كلمة سماعها يوجب للقلوب شفاءها ، وللأرواح ضياءها ، وللأسرار سناءها وعلاءها.
كلمة من سمعها بسمع العلم ازداد بصيرة على بصيرة ، ثم بلطائف من التعريف غير محصورة.
ومن سمعها بسمع الوجد ظلّت ألبابه مبهورة ، وأسراره بقهر الكشوفات منشورة.
قوله جل ذكره : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١))
أي هذا كتاب عزيز نزل من ربّ عزيز على عبد عزيز بلسان ملك عزيز في شأن أمة عزيزة بأمر عزيز. وفي ورود الرسول به من الحبيب الأول نزهة لقلوب الأحباب بعد ذبول غصن سرورها ، وارتياح عند قراءة فصولها.
وكتاب موسى في الألواح التي كان منها يقرأ موسى ، وكتاب نبيّنا صلىاللهعليهوسلم نزل به الروح الأمين على قلب المصطفى صلوات الله عليه .. وفصل بين من يكون كتاب ربّه مكتوبا في ألواحه ، وبين من يكون خطاب ربّه محفوظا في قلبه ، وكذلك أمته ، قال تعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (٢))
أي أنزلنا عليك القرآن بالدين الحق والشرع الحق ، وأنا محقّ في إنزاله.
__________________
(١) آية ٤٩ سورة العنكبوت.