سورة القمر (١)
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) : كلمة بها نور القلوب والأبصار ، وبعرفانها يحصل سرور الأرواح والأسرار. كلمة تدلّ على جلاله ـ الذي هو استحقاقه لأوصافه. كلمة تدل على نعته الذي هو غاية أفضاله وألطافه.
قوله جل ذكره : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١))
أجمع أهل التفسير على أنّ القمر قد انشقّ على عهد الرسول صلىاللهعليهوسلم.
قال ابن مسعود (٢) : «رأيت حراء بين فلقتى القمر» ولم يوجد لابن مسعود مخالف في ذلك ؛ فقد روى أيضا عن أنس وابن عمر وحذيفة وابن عباس وجبير بن مطعم .. كلهم رووا هذا الخبر.
وفيه إعجاز من وجهين : أحدهما رؤية من رأى ذلك ، والثاني خفاء مثل ذلك على من لم يره ؛ لأنه لا ينكتم مثله في العادة فإذا خفى كان نقض العادة.
وأهل مكة رأوا ذلك ، وقالوا : إنّ محمدا قد سحر القمر.
ومعنى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) : أي ما بقي من الزمان إلى القيامة إلا قليل بالإضافة إلى ما مضى.
قوله جل ذكره : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا
__________________
(١) يسميها البخاري : سورة (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ).
(٢) عن يحيى بن شعبة وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبى معمر عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله (ص) فرقتين : فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه. فقال رسول الله (ص) : اشهدوا.
وعن قتادة عن أنس قال : انشق القمر فرقتين.
وعن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله قال : انشق القمر ونحن مع النبي (ص) فصار فرقتين. فقال لنا : اشهدوا اشهدوا. (البخاري ح ٣ ص ١٣٠).
وقد جاء في النسفي : قال ابن مسعود رضى الله عنه «رأيت حراء بين فلقتى القمر» (النسفي ص ٢٠١).