سورة السّجدة
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
كلمة سماعها ربيع الجميع ، من العاصي والمطيع ، والشريف والوضيع. من أصغى إليها بسمع الخضوع ترك طيّب الهجوع ، ومن أصغى إليها بسمع المحابّ ترك لذيذ الطعام والشراب.
قوله جل ذكره : (الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢))
الإشارة من الألف إلى أنه ألف المحبون قربتى فلا يصبرون عنى ، وألف العارفون تمجيدى فلا يستأنسون بغيري.
والإشارة في اللام إلى لقائى المدّخر لأحبّائى ، فلا أبالى أقاموا على ولائى أم قصّروا فى وفائى.
والإشارة في الميم : أي ترك أوليائى مرادهم لمرادى .. فلذلك آثرتهم على جميع عبادى.
(تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) : إذا تعذّر لقاء الأحباب فأعزّ شىء على الأحباب كتاب الأحباب ؛ أنزلت على أحبابى كتابى ، وحملت إليهم الرسالة خطابى ، ولا عليهم إن قرع أسماعهم عتابى ، فهم في أمان من عذابى.
قوله جل ذكره : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣))
الذي لكم منا حقيقة ، وإن التبس على الأعداء فليس يضيركم ، ولا عليكم ، فإنّ