سورة الزّخرف
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
بسم «الله : اسم عزيز من وثق بجوده وكرمه لم يعلّق بغيره صواعد هممه ، ولم يقف على سدّة مخلوق بقدمه في ابتغاء كرمه. اسم عزيز من عوّده خفايا لطفه (١) لم يتذلّل (٢) فى طلب شىء من غيره ، ولم يرجع إلى غيره في شرّه وخيره.
قوله جل ذكره : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣))
الحاء تدل على حياته والميم على مجده .. وهذا قسم ؛ ومعناه : وحياتى ومجدى وهذا القرآن إنّ الذي أخبرت عن رحمتى بعبادي المؤمنين حق وصدق. وجعلناه قرآنا عربيا ليتيسّر عليكم فهم معناه.
قوله جل ذكره : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤))
(فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا) : أي أنه مكتوب في اللّوح المحفوظ.
(لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) لعليّ القدر ، حكيم الوصف ؛ لا تبديل له ولا تحويل.
قوله جل ذكره : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (٥))
أي أننا لا نفعل ذلك ؛ (فيكون معنى الاستفهام) (٣) أفنقطع عنكم خطابنا وتعريفنا
__________________
(١) هكذا في م وهي في ص (خفاء حكمه). وقد آثرنا الأولى لأنها أكثر تدعيما للسياق.
(٢) هكذا في م وهي في ص (لم تبدلل) وواضح الخطأ الناسخ.
(٣) ما بين القوسين إضافة من عندنا ليتماسك السياق. والاستفهام في الآية يفيد الإنكار.