سورة النّصر
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) : اسم كريم يبصر ويستر ، ويعلم ويحلم (١) ، ويمدح ولا يفضح ، ويعفو عن جميع ما يجترم العبد ويصفح ؛ يعصى العبد على التوالي ، ويغفر الحقّ ولا يبالى.
قوله جل ذكره : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢))
النصر الظّفر بالعدوّ ، و (الْفَتْحُ) فتح مكة.
يسلمون جماعات جماعات.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ)
أكثر حمد ربّك ، وصلّ له ، وقدّسه.
ويقال : صلّ شكرا لهذه النعمة.
(وَاسْتَغْفِرْهُ) وسل مغفرته.
(إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً).
لمن تاب ؛ فإنه يقبل توبته.
ويقال : نصرة الله ـ سبحانه ـ له بأن أفناه عن نفسه ، وأبعد عنه أحكام البشرية ، وصفّاه من الكدورات النفسانية. وأمّا (الْفَتْحُ) : فهو أن رقّاه إلى محلّ الدنوّ ، واستخلصه بخصائص الزلفة ، وألبسه لباس الجمع ، واصطلمه عنه ، وكان له عنه ، ولنفسه ـ سبحانه ـ منه ، وأظهر عليه ما كان مستورا من قبل من أسرار الحقّ ، وعرّفه ـ من كمال معرفته به ـ ما كان جميع الخلق متعطشا إليه (٢).
__________________
(١) فى ص (يحكم) ولكننا آثرنا أن تكون (يحلم) مرجحين أن ذلك أقرب إلى الأصل ؛ لأن الحلم هنا أقرب إلى السياق.
(٢) تعبر هذه الفقرة تعبيرا صادقا عن مدى نظرة الصوفية إلى المصطفى على أنه «الصوفيّ الأول».