سورة ألم نشرح
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) اسم عزيز عزّ من التجأ إليه ، وجلّ من توكّل عليه ، وفاز في الدنيا والعقبى من توسّل به إليه ؛ فمن تقرّب منه قرّبه ومن شكا إليه حقّق له مطلبه ، ومن رفع قصّته إليه قضى مأربه.
قوله جل ذكره : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١))
ألم نوسّع قلبك للإسلام؟ ألم نليّنه للإيمان؟
ويقال : ألم نوسع صدرك بنور الرسالة؟ ألم نوسّع صدرك لقبول ما نورد عليك.
(وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)
أي : إثمك قبل النبوّة.
ويقال : عصمناك عن ارتكاب الوزر ؛ فوضعه عنه بأنّه لم يستوجبه قطّ.
ويقال : خفضنا عنك أعباء النبوّة وجعلناك محمولا لا متحمّلا (١).
ويقال : قويناك على التحمّل من الخلق ، وقوّيناك لمشاهدتنا ، وحفظنا عليك ما استحفظت (٢) ، وحرسناك عن ملاحظة الخلق فيما شرّفناك به.
__________________
(١) وهذه أقصى درجات الحب ، وقد مر بنا كيف قارن القشيري بين مواقف موسى ، ومواقف المصطفى صلوات الله عليهما ، وكيف أوضح لنا أن موسى كان متحملا بينما كان نبيا محمولا.
(٢) إشارة إلى القرآن ، الذي حفظ من التغيير والتحريف .. إلى الأبد.