(الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) : أي : أثقله ، ولو لا حملنا عنك لكسر.
(وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ)
بذكرنا ؛ فكما لا تصحّ كلمة الشهادة إلا بي ، فإنها لا تصحّ إلا بك. (١)
ويقال : رفعنا لك ذكرك بقول الناس : محمد رسول الله!
ويقال : أثبتنا لك شرف الرسالة.
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
وفي الخبر : «لن يغلب عسر يسرين» (٢) ومعناه : أن العسر بالألف واللام في الموضعين للعهد ـ فهو واحد ، واليسر منكّر في الموضعين فهما شيئان. والعسر الواحد : ما كان في الدنيا ، واليسران : أحدهما في الدنيا من الخصب ، وزوال البلاء ، والثاني في الآخرة من الجزاء ؛ وإذا فعسر جميع المؤمنين واحد ـ وهو ما نابهم من شدائد الدنيا ، ويسرهم اثنان : اليوم بالكشف والصّرف (٣) ، وغدا بالجزاء.
قوله جل ذكره : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)
فإذا فرغت من الصلاة المفروضة عليك فانصب في الدعاء.
ويقال : فإذا فرغت من العبادة فانصب في الشفاعة.
ويقال : فإذا فرغت من عبادة نفسك فانصب بقلبك.
(وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
فى جميع الأحوال.
ويقال : فإذا فرغت من تبليغ الرسالة فارغب في الشفاعة.
__________________
(١) فلا تصح الشهادة شرعا إلا إذا قلنا : ... وأن محمدا رسول الله.
(٢) البخاري ص ١٤٥ ح ٣.
(٣) (الكشف) هنا ليس كما قد نفهم من قبيل المصطلح الصوفي ، بل هو كشف الغمة وصرف المحنة ، فهى لفظة عامة في هذا السياق.